في ظلمات البحر.. أرواح مهاجرين أفارقة تُزهَق قبالة شواطئ اليمن
في ظلمات البحر.. أرواح مهاجرين أفارقة تُزهَق قبالة شواطئ اليمن
استيقظت السواحل الجنوبية لليمن، اليوم الأحد، على كارثة جديدة حينما ابتلع البحر قاربًا يقل مهاجرين غير نظاميين من منطقة القرن الإفريقي، في حادثة تعكس قسوة الواقع الذي يعيشه آلاف الفارين من الفقر والعنف في بلدانهم بحثًا عن حياة أفضل.
وذكرت إدارة أمن محافظة أبين -في بيان إعلامي- أن السلطات اليمنية انتشلت عددًا كبيرًا من جثث الضحايا، وجميعهم من المهاجرين الإثيوبيين من قومية الأورومو، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين وسط عمليات بحث محدودة.
جثث متناثرة على الشواطئ
أشارت السلطات المحلية إلى أن جثث الضحايا عُثر عليها متفرقة على شواطئ عدة بالمحافظة، ما يعزز المخاوف من وجود عدد أكبر من المهاجرين ما زالوا مفقودين في عرض البحر، وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين.
وتعكس هذه الحادثة صورة مأساوية للوضع الإنساني المتدهور الذي يدفع المهاجرين إلى ركوب قوارب التهريب المتهالكة عبر طرق بحرية محفوفة بالأخطار.
دعوات لتدخل عاجل
في بيانها، دعت الأجهزة الأمنية في أبين الجهات المحلية والمنظمات الدولية المعنية بالهجرة وحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل ووضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد الأرواح وتُفاقم الأعباء الإنسانية والأمنية على البلاد.
وأكدت أن استمرار تدفق قوارب التهريب دون رقابة أو ردع يعرّض أرواح مئات المهاجرين للموت ويغذي شبكات الإتجار بالبشر.
نزيف مستمر على السواحل اليمنية
يأتي غرق القارب ضمن سلسلة متكررة من الكوارث الإنسانية التي تشهدها سواحل اليمن أخيراً، مع تزايد تدفقات المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي وخاصة إثيوبيا والصومال.
ورغم الظروف الأمنية الهشة في اليمن، يختار آلاف المهاجرين هذه الطرق بحثًا عن فرص عمل أو للوصول إلى دول الخليج، غير مدركين أن الرحلة قد تتحول سريعًا إلى فخ مميت.
تُعد اليمن واحدة من أبرز نقاط العبور للمهاجرين من القرن الإفريقي المتجهين شمالًا نحو السعودية ودول الخليج، ووفقًا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، وصل نحو 97 ألف مهاجر إلى اليمن من خلال البحر خلال عام 2023، معظمهم إثيوبيون من الأورومو.
ويخوض هؤلاء رحلات محفوفة بالأخطار على متن قوارب تهريب متهالكة يديرها مهربون يستغلون معاناة الفارين من الفقر والنزاعات، ما يؤدي إلى مآسٍ متكررة تتمثل في حوادث الغرق، الاستغلال الجنسي، والإتجار بالبشر.
وفي ظل الصراعات المستمرة وضعف الإمكانات الحكومية، تظل أرواح آلاف المهاجرين معلقة على أمواج البحر الهائج، بين حلم النجاة وكابوس الموت.